الاثنين، 26 أكتوبر 2015

شقراء عاصمة اقليم الوشم




موقع شقراء عاصمة اقليم الوشم

تقع عاصمة اقليم الوشم مدينة شقراء في وسط المملكة العربية السعودية تقريباً عند تقاطع خطوط العرض 15 - 25 شمالاً وخطوط الطول 15 - 45 شرقاً.
حيث تبعد عن المنطقة الغربية بحوالي 700 كم وكذلك بنفس المسافة عن المنطقة الشرقية.
كما أنها تبعد عن مدينة الرياض حوالي 180 كلم وبهذا الموقع المتوسط في المملكة أكسبها مكانة تجارية وعلمية، إضافة إلى موقعها على طريق الرياض الطائف باتجاه الأماكن المقدسة حيث كانت محطاً للزوار والمعتمرين وكذلك الحجاج من مختلف مناطق المملكة وخصوصا دول الخليج العربي حيث تقع مدينة شقراء على طريق الكويت مروراً بحفر الباطن والمجمعة ثم إلى شقراء.
كل هذه العوامل أكسبها تميزاً في الموقع كما أن لقربها من عاصمة الحكم السعودي في الماضي والحاضر الدرعية والرياض جعلها على اتصال مباشر وسريع مع إدارة الحكم في العاصمة، حيث أنها من أوائل من استجاب لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
كما أن القوافل المارة بها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب محملة بالبضائع المختلفة جعلت منها سوقاً تجارياً تنافس فيه معظم التجار في البيع والشراء سواء كان ذلك داخل السوق بالتجزئة أو بالجملة على شكل صفقات كبيرة تدار في منازل أحد التجار.
ولقد قال الشاعر محمد البواردي في مدح أحد أسواق شقراء.
إنما المجباب كالهند لنا
كلما رمنا به شيئاً حصل
نجد الرمان والقثاء به
مع بيض ودجاج وبصل

 
المناخ والسطح

تتأثر عموما بمناخ المملكة القاري والذي يمتاز بشدة حرارته صيفاً وشدة البرودة شتاءً وأمطاره شتوية وبنسبة قليلة مع اختلاف مستوى سقوطها في كل عام.
ومدينة شقراء كغيرها من مدن نجد وسط المملكة لا تختلف عنها في برودتها شتاء وحرارتها صيفاً سوى انخفاضها في بعض المرتفعات قليلاً.
أما رياحها فمختلفة الاتجاه تمتاز فيها الشمالية بالبرودة شتاء والاعتدال مع خفض درجة الحرارة صيفاً.
أما الجنوبية فهي دافئة شتاء، شديدة الحرارة عند هبوبها صيفاً مما يرفع من درجة الحرارة عند استمرار هبوبها، أما بقية الاتجاهات فلا تسبب تغيرا يذكر في المناخ مع قلة هبوبها وتغيرها بين حين وآخر.
وسطح شقراء جزء من هضبة نجد القديمة التكوين حيث تنحدر من الغرب إلى الشرق، و يتراوح الارتفاع ما بين 500 ـ 1000 م فوق سطح البحر، كما أن سطحها ينقسم إلى أربعة أقسام وهي:
1- الضلوع الجبلية:
تقع المدينة بين سلسلتين من الجبال الصغيرة وتسمى هذه الجبال ضلوعاً وتحدان المدينة من الجنوب ومن الشمال ويمتدان من الشرق إلى الغرب بنفس الارتفاع.
2- الهضبة الشقراء:
وقد سميت مدينة شقراء نسبة إلى هذه الهضبة ذات اللون الأشقر.
وهي لا تصلح للاستثمار الزراعي نظراً لصلابة أرضها ولكن التوسع العمراني امتد إليها فأصبحت جزءاً من مدينة شقراء.
3- هضبة الصفراء:
ينحدر منها بعض أودية شقراء وهي وادي الغدير، وادي العشرة، وادي الريمة حيث تتكون من هضبة صخرية داكنة اللون.
4- النفود الشرقي «عريق البلدان»:
وهو عبارة عن كثبان رملية تقع شرق المدينة تبعد حوالي خمسة كيلو مترات تقريباً، تمتد من الشمال إلى الجنوب، تبدأ تقريباً من جنوب مدينة مرات ويسمى ذلك الجزء «طريق الحبل» ثم يتجه شمالاً باتجاه مدينة الزلفي يتراوح طوله بحوالي 80 كلم تقريباً.

نبذة تاريخية عن شقراء
ليس هناك تاريخ محدد يحدد نشأة مدينة شقراء ولكن شأنها شأن بقية مدن منطقة نجد حيث تكون عبارة عن مجموعة من الآبار كبداية لتجمع الناس عليها طلباً للسقيا ولتحويلها إلى مورد ماء لهم ولمواشيهم، ثم يبدأ الناس بالنزول عليها طلباً للماء ورغبة في الراحة من عناء البحث عن الماء والتجوال في طلبه.
ثم تزداد شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن تزداد الآبار في عددها ويزداد النازلون عليها وتستثمر بعضها في الزراعة ويبدأ الناس في البنيان رغبة في الاستقرار وهكذا لتصبح هذه الموارد قرى ثم مدناً تكبر وتصغر حسب جلب الناس إليها سواء بخصوبة أرضها أو كثرة مائها وحلاوته أو بحكم موقعها ومرور القوافل عليها.
أما بالنسبة لمدينة شقراء فهناك نصوص وروايات تدل على أنها كانت موجودة قبل ظهور الرسالة المحمدية.
حيث ذكر الأصفهاني وهو من العلماء الذين ظهروا في القرن الثالث الهجري قال: «وأعظم موضع لعدي بعد الجفر الشقراء وهي قرية من الوشم عظيمة» وهذا يعني أنها مدينة وليست قرية وهي عندما شبهها بكلمة عظيمة أي أنها أكبر من القرية وبها مقومات العظمة ويعني كبر المساحة والسكان والزائرين لها، والزراعة والتجارة وغيرها من مقومات التقدم للمدن.
ومن الدلائل الأخرى أيضاً هو مرور الشاعر الأموي زياد بن منقذ عند مروره بشقراء في حوالي عام 100هـ عندما قال أثناء رحلته من اليمن متجها إلى منطقة سدير حيث قال:
متى أمر على الشقراء معتسفاً
خل النقا بمروح لحمها زيم
والوشم قد خرجت منه وقابلها
من الثنايا التي لم أقلها برم
ومن ذلك يتضح لنا قدم مدينة شقراء في الماضي من خلال موقعها الجغرافي وخصوبة أرضها ووفرة مائها.
ولعل الحرب التي مرت عليها تسببت في بعض الأضرار لها كما هي الحال في الماضي عند نشوب حروب بين القرى والقبائل بين حين وآخر إما على موارد المياه أو الكلأ أو لأي أسباب أخرى تحدث بينهم.
وها هي شقراء كغيرها من مدن المملكة وقد ربط بين الماضي العريق بأصالته والحاضر بمدنيته ورغد العيش والتقدم.
ولم يبق من الماضي سوى بقايا الأمس أسوار تعلو الأرض بطبقات طينية متراكمة فوق بعضها ومقاصير «أبراج» يبقى منها آثارها حيث كانت تحمي الناس بعد الله من خلال محاربين يختبؤون داخلها.
والآن وقد أصبحت عاجزة عن حماية نفسها من تهالك جوانبها عبر الزمن أمطار شقت لها طريقا في بعض جدرانها والأخرى تنتظر دورها لتسقط.
 
النمو السكاني بشقراء

يبلغ عدد سكان مدينة شقراء في عام 1400هـ 14 ألف نسمة تقريباً والآن وبعد مرور اثنين وعشرين سنة يزيد عدد سكانها عن 60 ألف نسمة تقريباً.
ومع كثرة عدد السكان صاحب ذلك اتساع في عدد المباني والشوارع والمخططات السكنية والحدائق وغيرها من الأسواق والمحلات التجارية ودوائر حكومية مختلفة.
ولو عدنا إلى الماضي القريب أي في عام 1233هـ وهي السنة التي حارب فيها إبراهيم باشا بحملته العسكرية على شقراء لوجدنا أن مساحة البلدة المحاطة بالسور تقدر بـ«000 ،95»م2 تقريباً.
ولو قسمنا هذه المساحة على متوسط مساحة المنزل الواحد في الوقت الحاضر والذي تقدر مساحته بحوالي 500م2 لوجدنا أنها لا تتجاوز 100 منزل من المنازل الحالية.
ولكن في الماضي رغم صغر المساحة إلا أن عدد من يسكن في البيت كثير حيث أن العائلة جميعها تسكن في منزل واحد مهما كان العدد ومهما تزوج من الأولاد فإنه يبقى داخل العائلة.
أما في عام 1319هـ عند محاربة أهل شقراء لابن رشيد ومحاصرته للبلدة فإن مساحتها كانت أكبر قليلاً حيث وصلت مساحتها إلى 355 ألف متر مربع تقريباً.
أما في عام 1401هـ فقد بلغت مساحة المباني في شقراء 000 ،603
،4م2 تقريباً.
ثم تواصل البناء وتوزيع الأراضي والمخططات السكنية على المواطنين حتى وصل عدد المساكن والمساحة إلى أضعاف المساحة السابقة من حيث عدد المساكن والشوارع التي كانت لا تتجاوز الأمتار القليلة إلى شوارع فسيحة تتوسطها أعمدة الإنارة والأرصفة من الجانبين.

 
بلد العلم والتجارة

محافظة شقراء ذات الموقع المتميز جعل منها موقعها مدينة تجارية وعلمية تردد عليها التجار بما يحملون من بضائع من قراهم ومدنهم ليجدوا في سوق شقراء رواجاً لبضائعهم.
ثم يعودون محملون ببضائع أخرى ليست موجودة عندهم ليعودوا إلى بلدانهم ويبيعونها بها.
هذه القوافل أو الجماميل في الماضي نسبة إلى ما تحمله «الجمال» والإبل من بضائع على ظهورها ذهاباً وإياباً وهو ما يسمى في الوقت الحاضر بالاستيراد والتصدير جمال الملح يذهب من القصب إلى شقراء محملاً بالملح على ظهر جمله، ويبيعه هناك ثم يعود إلى بلده محملاً بشتى أنواع البضائع من السكر والشاي والأقمشة وغيرها.
ولا ننسى المكانة العلمية لشقراء وأهلها وما يتمتع به سكانها من حبهم للعلم وتعلمه مما أدى إلى كثرة العلماء منهم وخصوصا العلوم الدينية، ويقول الشاعر ابن حصيص مشيرا إلى حب أهالي شقراء للعلوم الدينية وتمسكهم بالدين وأهم أركانه الصلاة، حيث وصف حبه وتركه لحبيبته مقترناً بترك أهل شقراء للصلاة، حيث قال:
(((حالف ما أسلى ولا أنسى حب سارة
كود أهل شقراء يخلون الصلاة)))
ماض عريق لهذه المدينة وحاضر مزهر مع هذا التطور الذي تشهده مدن المملكة حيث نالت نصيبها باتساع رقعة المباني والمخططات السكنية والسفلتة والإنارة والحدائق العامة وتشجير الشوارع وتعدد الدوائر الحكومية المختلفة.

آثار شقراء
ولشقراء إرث تاريخي خلف آثاراً متنوعة تدل على عمق تاريخي وفيما يلي أهم تلك الآثار:

1- قصر السبيعي:
يعتبر قصر السبيعي الأثري والتاريخي بمحافظة شقراء من القصور القديمة وقد بني على الصراز الإسلامي الأندلسي ويقع هذا القصر في الجنوب الغربي من البلدة القديمة على سوق الحفر «الطريق الدائري» والجهة الشمالية من القصر لها مخرج على «سوق القعرة» وقد كان هذا القصر محط ترحال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله من الرياض إلى الحجاز ذهاباً وإياباً. حيث كان يمكث في هذا القصر مدة من الزمن. يتفقد فيها الرعية ويلبي متطلباتهم واحتياجاتهم.
وقد اعتنت به وزارة المعارف كغيره من القصور الأثرية، حيث تم ترميمه في عام 1411هـ وذلك بعد التصدع الذي حصل به حيث تم ترميمه ترميماً كاملاً.
وفي عام 1421هـ تم ترميمه مرة أخرى ترميماً كاملاً وذلك بعد هطول الأمطار الغزيرة في عام 1418هـ حيث أثرت هذه الأمطار على القصر مما استوجب ترميمه خشية تصدعه. وذلك لبقائه معلماً أثرياً وتاريخياً ورمزاً من رموز آثار محافظة شقراء.
ومما يذكر عن بنائه فإن الذي قام ببنائه هو الذي بنى قصر الملك عبدالعزيز في المربع بالرياض وهذا يبين وجه الشبه التام بينهما.

2- السور القديم:
وهو الذي أشار إليه ابن بشر في تاريخه بأنه بني عام 1232هـ ويليه خندق عميق قام فوقه في الآونة الأخيرة شارع الحفر «الدائري» ولا يزال هناك بقايا لهذا السور وأبراجه لا تزال صامدة عبر السنين الماضية ولهذا السور بابان هما:
أ. باب المناخ من الجهة الشمالية الشرقية.
ب. باب العقدة: من الجهة الغربية وزود هذا السور بأبراج للمراقبة تقدر بسبعة وعشرين برجاً ويقدر محيط هذا السور بحوالي كيلو ونصف تقريباً 1500م.

3- السور الثاني:
وقد بني هذا السور في عام 1318هـ وذلك لصد هجمات ابن رشيد والقبائل المعادية وتبلغ أبراج هذا السور أكثر من خمسة وأربعين برجاً، ولهذا السور ثلاثة أبواب رئيسية هي باب الطلحة من الشرق وباب العطيفة وباب هداج من الشرق والشمال.
أما جهة الغرب ففيها منفذان صغيران هما «نقبة القرائن» وهو يؤدي إلى غسلة والقرائن ويبعدان حوالي خمسة كيلو مترات.
والثقاب من الجهة الغربية أيضاً ويبلغ محيط هذا السور سبعة كيلو مترات ويوجد حالياً معظم هذا السور على الطبيعة الآن. وفي طريقه إلى الاندثار مع الأمل من وكالة الوزارة للآثار والمتاحف لترميمه مع المقاصير الموجودة به لتكون معلماً أثرياً للأجيال القادمة لحفظ التاريخ والتراث الماضي.

4- الأبراج:
حيث يوجد ثلاثة أبراج شامخة محيطة بمدينة شقراء على الجبال المجاورة لها وهي:
برج الحسين وقد بني عام 1318هـ، برج الشمال وهو الأطول والأرفع في هذه الأبراج وقد بني قبل حملة إبراهيم باشا وشن هجماتها على منطقة الوشم وذلك في حدود عام 1233هـ، البرج الجنوبي ويوجد في الجهة الجنوبية وقد بدا عليه التساقط مع مرور الزمن.
ويذكر أحد كبار السن أن هناك سداً في مدخل شقراء الشرقي قرب الطريق المتفرع إلى أشيقر على وادي الغدير الذي يخترق شقراء من الغرب إلى الشرق. وقد عمل هذا السد بالحجر وتم رصفه ليكون مجمعاً للمياه وقد كان له فائدة كبيرة مما أدى إلى زيادة نسبة المياه وارتفاعها في الآبار المجاورة له بعد أن كانت تجف وينخفض منسوب المياه بها بعد تأخر سقوط الأمطار أو في فصل الصيف.
ويسمى هذا السد بسد «المريحية» نسبة إلى من قامت ببنائه منذ أكثر من 150 سنة حيث قامت هذه المرأة وهي ثرية جداً ببنائه وعمل الفتحات اللازمة له وتأمينه من أخطار تراكم الأمطار ولكن مع مرور الزمن اندثر هذا السد وأصبح لا يرى سوى مجرى الوادي فقط.

الشعر والفنون الشعبية
امتاز الشعراء في شقراء بجودة شعرهم من حيث الصياغة وحسن اختيار الكلمات مما جعل به صدى في نفس القارئ والسامع لهذا الشعر.
ومن أنواع الشعر شعر العرضة وتميز به الشاعر عبدالرحمن البواردي حيث يقول في جزء من قصيدته:
يا أهل الديرة اللي طال مبناها
ما بلاد حماها طول حاميها
ديرة صار داها اليوم برداها
ما تحرب البلاد وعيبها فيها
المباني تهاوى كل من جاها
ما يفك المباني غير أهاليها
كان ما تفزع اليمنى ليراها
فاعرف اللي وطا هذيك واطيها
راعي الأعمال بالنيات يلقاها
من حفر حفرة لا يزم يقع فيها

وللهجيني نصيب في الشعر والفنون حيث نذكر قصيدة للشاعر محمد بن عيفان:
يا محيز أنا بكرتي غضه
والهجن جاهن خفخاف
جا للربع فوقهن جضة
واقفن مع الحزم زلاف
ترى الذي جيدن حظه
كما مزموم الأرداف
أبو جدايل إلى قضة
ساف تعلى على سافي
عمهوجة توها غضة
غضن من الموز ثمرياف

الشاعر عبدالله بن محمد الصبي «مبيلش» من أكبر شعراء الوشم له عدة قصائد جيدة تغنى بها الشعراء وغيرهم ومن شعره هذه الأبيات قالها عندما عاد من الكويت وهم داره لبنائها:
لادا حسايف داري التي غدت قوع
تلاوحوها بالعتل والفواريع
دار أولين كنها بيت جربوع
نصف مداخيل ونصف مطاليع
أطول خشبها ما يعدي ورى البوع
وصغارها كنه عظامة كراسيع
والله يالولا الحبل متن ومربوع
على السواعد ليتين يتربيع
لا صيح للدلال وأعطيه منفوع
وأقول حرج كلمتين وأبا بيع

وله قصيدة أخرى بعد أن تحول الزمان لصالح المتعلمين ويشتكي منه من لم ينل نصيبه في العلم والتعليم ويقول:
شان الزمان وشانوا أهل البعارين
ودار الزمان وزان لأهل القلامة
لبسوا مناييل ولبسنا خلاقين
وفي المدرسة يمشون مشي الحمامة
أحد يجي منهم رياله ريالين
وأحد يهلل بالنجا والسلامة

 
التعليم

تحتل مدينة شقراء مكانة علمية اضافة إلى كونها مركزاً تجارباً وزراعياً إلا أن للعلم مكانته الكبيرة فيها ويأتي ذلك بعد الاستجابة السريعة من أهالي شقراء لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب «رحمه الله».
ولقد كان للتعليم أساس قديم ثم أزداد بعد أن افتتح المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز أول مدرسة ابتدائية في عام 1359هـ الموافق 1940م وتعتبر هذه المدرسة من أوائل المدارس في نجد.
ثم توالى افتتاح المعهد العلمي عام 1374هـ ليعطيها دوراً مهماً آخر من الناحية الثقافية والعلمية.ولما كان الملك عبدالعزيز يهتم بالعلم والعلماء عندما كان الشيخ عبدالرحمن السبيعي في مجلس الملك عبدالعزيز فقال له بمازحه «إن جماعتك ما فيهم أحد يعمل في الوظائف الحكومية» يشير بذلك أنهم غير متعلمين ومنصرفون للأعمال التجارية فقال الشيخ السبيعي أطال الله عمرك لو امتنع القضاة والمدرسون من أهل بلدي «يقصد شقراء» اسبوعاً واحداً لتعطلت محاكمكم ومدارسكم. فضحك الملك عبدالعزيز وقال صدقت.ولقد كان التعليم موجوداً في كل مدينة وقرية ولكنه بشكل بسيط جداً مما جعل نسبة الامية كبيرة.

الكتاتيب
وفي شقراء كان هناك مجموعة من مدارس الكتاتيب للبنين والبنات.
ومن هذه المدارس القديمة التي يتم تدريس البنين بها ست مدارس يحمل الطلبة ألواحهم ومحابرهم البسيطة وهي كل ما يحتاجون إليها ومع ذلك فقد خرّجت العلماء والقضاة وطلاب العلم رغم بساطتها وقلة ما يتعلمونه من علوم سوى العلوم الدينية والقراءة والكتابة.. ومن هذه المدارس:
1- مدرسة «شيحان» ويعلم فيها ابراهيم بن عبدالله الشيحان صاحب المدرسة حيث تقع بجوار مسجده في حي المرابع.
2- مدرسة «باب العقدة» ويعلم بها ادريس بن ادريس بن سليمان.
3- مدرسة «باب العطيفة» ويعلم بها حمد بن صالح بن عباس.
4- مدرسة «ابن حنطي» في وسط السوق ويعلم بها عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حنطي.
5- مدرسة «دار الغرباء» وتقع غرب الجامع ويعلم بها عبدالله بن عبدالرحمن البواردي.
6- مدرسة «السليمي» وتقع هذه المدرسة غرب البلدة ويعلم بها محمد بن عبدالله السليمي.
وبهذه المدارس البسيطة انتشر التعليم تقريباً ولكن بشكل محدود نظراً لصعوبة الحياة وانشغال الناس في طلب الرزق. وقد كانت الدراسة في هذه المدارس على فترتين أو ثلاث أحياناً حسب ظروف المعلم والمتعلمين لكل مدرسة.
ومن هذه الاوقات:قبل الظهر- بعد الظهر- بعد العصر. وتتراوح الفترة الزمنية لكل فترة ما بين ساعة ونصف أو ساعتين لكل فترة.يتعلم فيها الدارس القرآن الكريم حفظاً وتلاوة اضافة إلى القراءة والكتابة.وتكون تكاليف التعليم بأجور رمزية يقدمها الطالب حسب حالة اسرته المادية وحسب ما حفظه من القرآن وربما كانت الأجور نقدية أو عينية يقدمها الأهل على شكل مواد غذائية من انتاج مزارعهم كالتمر والبر ونحوهما.
وفي مجال تعليم البنات فقد كان هناك مدارس للكتاتيب يعلم بها بعض النساء المتعلمات بالنظام السابق نفسه. وكان في مدينة شقراء ثلاث مدارس تقدم الدروس في وقت الضحى وبعد الظهر وهي:مدرسة هيلة المطوعة في عام 1335هـ وتقوم بالتدريس في بيتها.
مدرسة ادريسة في عام 1345هـ وتقوم بالتدريس ايضاً في بيتها.
مدرسة هيا صميته عام 1352هـ وهي ايضاً تقوم بالتدريس في بيتها.
ومن الملاحظ أن هؤلاء المعلمات قد درسن في مدارس مختلفة في حوالي العام 1270هـ.واستمرت هذه المدارس تقدم التعليم للفتيات وعلى مدى سنين مضت حتى افتتح أول مدرسة ابتدائية للبنات في عام 1382هـ.ثم انطلق التعليم الحديث عن طريق افتتاح المدارس للتعليم سواء البنين أو البنات على أحدث الوسائل والطرق مع جلب المعلمين والمعلمات لتغطية المدارس التي يتم افتتاحها يومياً بعد بدء النهضة التعليمية.وقد كان افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1359هـ.وقد بدأت الدراسة بها فعلياً في يوم 20/2/1360هـ.وكان أول مدير لها الشيخ عبدالمجيد بن حسن الجبرتي ويعاونه الشيخ عبدالله بن خربوش مساعداً، الشيخ ابراهيم الجهيمان معلماً، والشيخ اسحاق كردي معلماً، والشيخ محمد ثاني العلي معلماً، والشيخ سويلم نافع الحربي معلماً، والشيخ عبدالرحمن بخاري معلماً.وقد كانت الرواتب قليلة في تلك الفترة نظراً لقلة الموارد وتدني مستوى الدخل حيث لا يتجاوز راتب المعلم شهرياً الـ25 ريالاً فقط.
ثم أمر جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله مدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع بفتح مدارس في كل من حائل وبريدة وشقراء وعنيزة والمجمعة لتكون انطلاقة للتعليم النظامي في المملكة.
ورغبة من الأهالي في مدينة شقراء في دعم التعليم والمساهمة مع الدولة في توفير المبنى المناسب لتحقيق الفائدة للطلاب وتوفير الجو المناسب في ظل مدرسة حسب المواصفات التي تسهل لهم ممارسة التعليم بشكل مميز، فقد قام بعض الوجهاء من أهالي شقراء وهم:محمد بن عبدالله الجميح، وعبدالله بن صالح المقرن، وابراهيم بن عبدالرحمن ابو بكر بشراء منزل ليكون مقراً للمدرسة وتبرعوا به وقفاً لها، مع زيادة في عدد الغرف واصلاح بعض ما يحتاج إليه الطلبة بهذا المنزل ليكون مدرسة مناسبة.
ثم سارت الدراسة بشكل منتظم بفضل الدعم والاصرار ممن يطلبون العلم وبجهود الرجال المخلصين.
ثم تم افتتاح المكتبة وذلك ببنائها على الطراز الحديث وذلك في عام 1393هـ لتكون منبراً للعلم ونشر المعرفة.
وليجد طالب العلم ما يحتاج إليه في هذه المكتبة من كتب قيمة.
أما في وقتنا الحاضر فقد كثر عدد الطلبة والمعلمين وافتتحت المدارس في كل مكان وفي كل هجرة وقرية والآلاف منها في المدن.
ففي شقراء بلغ عدد المدارس في المحافظة 25 مدرسة ابتدائية بنين و31 مدرسة بنات، و12 مدرسة متوسطة بنين و11 مدرسة متوسطة للبنات، و8 مدارس ثانوية بنين و10 مدارس ثانوية بنات.
ليصبح عدد المدارس التابعة لادارة التعليم بمحافظة شقراء 45 مدرسة في مختلف مراحل التعليم.ويدرس في تلك المدارس 4085 طالباً يقوم بتعليمهم 472 معلماً في مختلف التخصصات و5557 طالبة في مدارس البنات تشكل نسبة المتعاقدين منهم 13% فقط أما البقية فهم سعوديون وخصوصاً التعليم الابتدائي أما المراحل الاخرى فإن العجز في بعض التخصصات العلمية فقط.ولقد قامت ادارة التعليم بتوفير مجمع الملاعب الذي بني على نفقة وزارة المعارف على أحدث المستويات بكامل تجهيزاته ليكون مقراً لجميع المنافسات الرياضية.
كما أقيم مبنى متكامل للمعسكر الكشفي ليتم فيه اقامة وتدريب الفرق الكشفية من داخل المحافظة ومن خارجها في الاجازات أو المناسبات التي تستضيفها ادارة التعليم من مختلف مناطق المملكة داخل هذا المعسكر.
وبالنسبة إلى المدارس التابعة لوزارة المعارف فإن نسبة المباني المستأجرة لا تشكل سوى نسبة ضئيلة مع كثرة المباني الحكومية القائمة أو التي تحت الانشاء اضافة إلى اقامة ناد علمي وبيت للطالب ومركز للدورات ومبنى من خمسة طوابق لادارة التعليم. كما انشئت الرئاسة كلية للتربية للبنات يدرس بها حوالي 1000 طالبة يتم تخريج أكثر من 350 طالبة سنوياً من أقسامها السبعة.

النهضة العمرانية
عندما تحدثنا عن شقراء القديمة بأسوارها وابوابها وكأننا نتحدث عن منزل كبير أو مجمع سكني يحكمها باب وسكان يدخلون ليلاً ليغلق الباب ثم يفتح الباب صباحاً لينشر الجميع كل يبحث عن رزقه ايديهم على قلوبهم من الخوف يولدون في كل يوم جديد إذا لم يحدث لهم مكروه من غزو ونهب وسلب في أيام قلت من الحكم والنظام قبل الحكم السعودي. يحكمهم الجهل والقوة والاستبداد فيما بينهم ويبقى صراع دائم والبقاء للأقوى.
ثم وحد الجزيرة الملك عبدالعزيز وبدأت في نمو مستمر وسريع عجل من النهضة العمرانية واكسبها شيئاًً من الجمال.
ولم يكن هذا التطور ليحدث إلا في ظل الأمن والاستقرار وتثبت دعائم الحكم بالعدل وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله.وبهذه المقومات بلغت مدينة شقراء نهضة عمرانية شاملة تزداد يوماً بعد يوم حتى بلغ عدد القطع السكنية حوالي 11719 قطعة وزعت على المواطنين خلال السنوات الماضية وتم البناء عليها وازدهرت بسكانها.. موزعة على أحياء متعددة في نواحي شقراء حيث بلغت 32 مخططاً سكنياً بما فيه من خدمات ضرورية للسكن من كهرباء وماء وهاتف وشوارع مسفلتة وحدائق وملاعب أطفال ومساجد ودوائر حكومية ومدارس للبنين والبنات.
ولقد بلغ طول الشوارع الرئيسية المسفلتة في شقراء 765،34 كيلو متراً.
أما الشوارع الفرعية داخل الاحياء فقد بلغ طولها 03،106 كلم وقد تمت سفلتتها جميعاً.

مطار شقراء
لم تكن المواصلات في الماضي القريب سهلة وميسرة ولم يكن هناك شوارع من الاسفلت وطرق رئيسية ولم تكن السيارات بالكثرة والسرعة الموجودة الآن.مع كل هذه العوائق كان لابد من ايجاد وسيلة سريعة وسهلة لنقل البريد من الرياض العاصمة إلى مختلف مناطق المملكة.وكانت شقراء من هذه المدن التي شملها المشروع فأنشئ فيها أول مطار لاستقبال الطائرات بأمر من جلالة الملك سعود رحمه الله. وذلك في عام 1374هـ.وذلك عندما قام في ذلك العام بزيارته الأولى إلى شقراء بعد توليه الحكم.
وكان المطار والمستشفى من ثمرات هذه الزيارة الميمونة حيث أمر بإنشائهما نظراً للحاجة إليهما وعدم وجود وسيلة نقل أو مواصلات ميسرة.
وباشر المطار عمله وتم تعيين محمد بن عبدالرحمن الشويمي وكيلاً للخطوط الجوية العربية السعودية بموجب عقد تم ابرامه معه ليقوم بشؤون المطار إدارة وتشغيلاً بمفرده وذلك في عام 1374هـ. حيث كان لا يوجد به سوى خيمة دون أن يكون هناك مبان. بعد ذلك اقيمت غرفة واحدة مع حدود المطار مع بعض الادوات البدائية التي لا يبدو أنها كانت ذات أهمية لاقلاع أو هبوط الطائرة. فإن ما يلزم لذلك هو أرض منبسطة وفسيحة لتكون مدرجاً لها دون أي رصف أو اسفلت.
وباشر المطار عمله بمعدل رحلتين يومياً كانت المهمة الأولى للطائرات هو نقل البريد أما الركاب فإنهم يرافقون البريد من شقراء إلى الرياض وبأسعار تتراوح بين 40 ريالاً للرياض و150 ريالاً إلى جدة.
ويقول سليمان بن محمد الشويمي ابن وكيل المطار إن والده كان يباشر عمله في المطار كم 1374هـ حتى اغلق المطار في عام 1386هـ اعطي بعدها شهادة حسن اخلاص واجتهاد في عمله طوال تلك الفترة وذلك من مدير الخطوط السعودية آنذاك ابراهيم الطاسان.وقد كان خط سير الطائرة القادمة من الرياض هو (الرياض- شقراء- عنيزة- الرس- المدينة- جدة) وبالعكس للبريد والركاب بمعدل 10 ركاب لكل مدينة ومن ضمنها شقراء.
كما أن هناك رحلات اخرى لها خطوط سير مختلفة لمدن أخرى.
وفي عام 1380هـ قام جلالة الملك سعود رحمه الله بزيارته الثانية إلى شقراء ونزل بالمطار يرافقه ست 6 طائرات من نوع داكوتا.
وقد أغلق المطار بسبب توفر طريق الاسفلت بين شقراء والرياض وبمسافة قصيرة لا تتجاوز الـ200 كلم تقريباً ويفي اطلالاً يحكي قصة الماضي.
ويأمل سكان مدينة شقراء الاستفادة من هذا المطار واعادة بنائه وتشغيله ليخدم المنطقة حسب ما تقرر وزارة الدفاع والطيران امكانية الاستفادة منه بدلاً من إهماله والزحف السريع للمزار المجاورة للقضاء على ما تبقى منه ويتحول إلى املاك خاصة بدلاً من الملكية العامة للجميع.

الزراعة في شقراء
كانت الزراعة منذ القدم وهي الحرفة الرئيسية لمعظم الناس في الماضي فهي مصدر رزقهم. بها يأكلون ويلبسون من بيع منتجاتهم ويجدون فيها عملاً لهم ولاولادهم على مدار العام.
ولقد قامت حكومتنا الرشيدة بتشجيع الزراعة والمزارعين من خلال افتتاح الوحدات الزراعية في الماضي والمديريات الزراعية في الحاضر التابعة لوزارة الزراعة والمياه.
كذلك البنوك الزراعية التي تقدم الاعانات والقروض الميسرة على مدى سنوات لجميع المزارعين مع اعطاء الاراضي الصالحة للزراعة بعد تخطيطها من قبل مديريات الزراعة وفروعها في مختلف المناطق.
كما أن تقديم الاستشارات الزراعية وتحليل التربة والمياه والرش وتقديم المبيدات والبذور وعلاج المواشي واللقاحات وتحصينها ضد الامراض من أهم الاعمال التي تقوم بها وزارة الزراعة والمياه ممثلة في فروعها المختلفة.
ولقد نالت مدينة شقراء نصيبها من هذه الخدمات فافتتح بها البنك الزراعي وذلك في عام 1391هـ وبدأ نشاطه بتقديم المساعدات والاعانات والقروض الميسرة لجميع مزارعي محافظة شقراء.
وفي عام 1380هـ تم افتتاح الوحدة الزراعية بشقراء لتقديم خدماتها للمزارعين من رش ومعدات زراعية للحرث واصلاح المزارع بمبالغ بسيطة في حدود استطاعة المزارعين.
ثم تم تطوير هذه الوحدة الزراعية إلى مديرية للزراعة والمياه وذلك في عام 1396هـ حيث تم انشاء مبنى لها بمساحة قدرها 10525م2 بتكاليف تقدر بحوالي 8 ملايين ريال شاملة للمبنى والورش والمستودع والعيادة البيطرية والمسجد.ولعل من أبرز ما تقدمه مديرية الزراعة والمياه للمزارعين في محافظة شقراء:
- تقديم الخدمات الارشادية والوقائية للمزارعين.
- الاشراف على مشاريع المياه والسدود.
- توزيع الاراضي والشتلات للاشجار والنشرات الارشادية.
- تقديم الاعانات للتمور ومشاتل النخيل.
- اصدار الشهادات الخاصة بالمزارعين.
ومن الانجازات التي تقدمها مديرية الزراعة والمياه بشقراء في كل عام لتشمل جميع المزارعين ومربي الماشية لنأخذ ما قدمته في العام الماضي 1421هـ.
قامت المديرية بانتاج 4331 شتلة من مشتل الفاكهة التابع للمديرية من الاصناف التالية : (عنب- رمان- تين- موالح).
كما قامت بتوزيع بعض الشتلات لزراعتها وعددها 22637 شتلة.
أما بالنسبة إلى النخيل فقد تمت إعانة 7603 فسيلة قام بزراعتها المزارعون في محافظة شقراء تحت اشراف المديرية وحسب المواصفات النظامية لزراعة فسائل النخيل.
كما تمت اعانة انتاج التمور البالغ 930599 كيلو جرام وفي مجال المكافحة قامت المديرية بمساعدة المزارعين برش مزارعهم حيث تم رش 4222 لتراً من المبيدات.
وبالنسبة إلى تحصين المواشي فقد تم تحصين وتطعيم وعلاج 365203 رأساً من الماشية عن مجموعة من الامراض التي تصيب الحيوانات أما الدواجن فقد بلغ عدد الدواجن المعالجة من الامراض 177000 طائر.
كما أن المياه والمحافظة عليها من الاشياء الهامة التي يجب اتباعها لحفظ هذه الثروة من الهدر والاسراف.ولذا فقد تم اعداد النشرات والكتيبات التي تحت على عدم الاسراف في استخدام المياه سواءً كانت للشرب أو الزراعة لأنها ثروة مهمة يجب المحافظة عليها.كما قامت المديرية بانشاء بعض السدود على بعض الاودية المهمة وفي اماكن تجمع المياه بها.
ومن هذه السدود:سد وادي السريمة بشقراء، سد وادي المنحنى بأشيقر، سد وادي العنبري بالقرائن، سد وادي الحريق بالحريق، سد وادي مرات بمرات، سد وادي مانح بمرات، سد وادي الحليفة باثيثية، سد وادي الحليفة المساعد باثيثية بعدد اجمالي ستة سدود توفر المياه بهذه الاودية للاستفادة منها في رفع مستوى المياه بالآبار المجاورة لها.

مياه الشرب
اشتهرت شقراء بعذوبة مائها ووفرته حتى الناس كانوا يحفرون آباراً في بيوتهم ليشربوا منها ويشرب الاخرون وجعلوا ماءها مشاعاً للجميع رغبة في الاجر والثواب.كما أن مبدأ التعاون في جلب الماء والتهيئة والحفر كل هذه بتعاون الناس فيما بينهم لانها من الاشياء المشتركة الضرورية للبقاء. وفي الغالب فإن السقيا يقوم بها النساء سواء لبيوتهن أو بالأجر إلا إذا توفر من يقوم بهذه المهمة من الرجال وكانت مهنة له ويسمى ب(السقا).ولقد اشتهرت بعض الآبار بعذوبتها ومنها (الحسيني- وحشيرة- والسبيعية- والوسيطى- والزرعي) وغيرها من الآبار.وبعد ازدياد الحاجة إلى الماء وذلك لكثرة استعماله وكذلك النقص في المياه الجوفية كل هذه الاسباب جعلت من الضروري وضع شبكة من المياه تغذي مساكن المدينة فتقدم لذلك المشروع الخيري الشيخان عبدالعزيز ومحمد العبدالله الجميح بالمساهمة لتبني هذا المشروع.
وبدأت الفكرة في عام 1375هـ فحفر أول بئر في عام 1376هـ وبدأ المشروع وتم افتتاحه رسمياً في عام 1377هـ وبدأ ضخ الماء إلى المنازل عبر شبكات المياه في الشوارع وتم حفر ست عشرة بئراً «16» تم استعمال 9 آبار منها أما البقية فكانت من دون ماء واستمر البذل لهذا المشروع الخيري من دون مقابل لكل من يريد ايصال الماء إليه حتى افتتح مشروع مياه الوشم الكبير.

مشروع مياه الوشم
يغذي هذا المشروع كلاً من «شقراء- اشيقر- مرات- الفرعة- القرائن- الوقف وغسله- ثرمداء- اثيثية- قصور شقراء».
حيث بدأ تنفيذ هذا المشروع في عام 1399هـ وافتتح في عام 1402هـ.
ومركز المشروع شقراء حيث تم حفر الآبار شرق بلدة عسيلة في السر وتبعد عن مدينة شقراء 60 كيلو متراً.
وقد تم حفر خمس آبار انتاجية وبئر آخر للمراقبة حيث يبلغ عمق البئر الواحدة 630 متراً بانتاج 600 جالون في الدقيقة لكل بئر.
ويبلغ انتاج الآبار مجتمعة 450 متراً مكعباً في الساعة الواحدة، قابلة للزيادة إلى 700 متر في الساعة.
كما يتم ضخ المياه مباشرة من الآبار في خطين رئيسين قطر كل منهما 400 ملم ولمسافة 53 كلم.حيث يوجد خزان للتجميع سعته 8000 متر مكعب ثم يندفع الماء انسابياً من دون دفع من الخزان في خطين رئيسين قطر كل منهما 350 ملم إلى خزانين كبيرين الأول مقام في شقراء والمقام على الجبل الشرقي وسعته 8000 متر مكعب ويبعد عن خزان التجميع 12 كيلو متراً.
أما الخزان الآخر فيوجد في مرات في أعلى جبل كميت ويبعد عن خزان التجميع 50 كلم وسعته 8000 متر مكعب.ويقوم خزان شقراء بتوزيع المياه إلى كل من شقراء واشيقير والوقف وغسله وقصور شقراء.كما يقوم خزان مرات بتغذية كل من مرات وثرمداء، وقصور مرات.كما يستفيد من مياه المشروع كل من بلدة الفرعة واثيثية والقصب والمشاش عن طريق خطوط ثم توصيلها لهذه القرى من المشروع.ولقد كانت مشروعات المياه في كل من هذه المدن والقرى المستفيدة من مشروع مياه الوشم تابعة لوزارة الزراعة والمياه عبر فرعها وهو مديرية الزراعة والمياه بشقراء.
ثم اصبح المشروع في عام 1402هـ تابعاً لمصلحة المياه والصرف الصحي بشقراء بعد افتتاحها في اواخر عام 1402هـ، حيث تقوم المصلحة بالاشراف عليه وصيانته وتشغيله.
اضافة إلى تنفيذ شبكة جديدة يجري العمل بها حالياً للصرف الصحي «المجاري» بمدينة شقراء وقد تم انجاز ما يقارب الـ50 تقريباً ولا يزال العمل جارياً في تنفيذ المشروع.

الخدمات الصحية
تميزت محافظة شقراء بخدمات صحية جيدة بدأت من المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحية التي شملت جميع مدن المحافظة وقراها وفي شقراء وحدها مركزان صحيان وسيتم افتتاح الثالث قريباً. وقد جهزت بأحدث الاجهزة والادوات والكوادر الطبية في شتى التخصصات، مما جعلها وكأنها مستشفيات مصغرة حيث تشتمل على الاشعة والمختبر والطبيب العام وطبيب الاسنان بالاضافة إلى الممرضين والممرضات والصيدلي وسيارات الاسعاف والرعاية الصحية والتطعيمات.ولقد كان لذلك الاثر في التخفيف من الضغط على مراجعة المستشفى إلا في الحالات المستعصية التي تحتاج إلى اخصائي للكشف أو اجراء عمليات ونحوها.أو الحاجة إلى تحاليل مخبرية متقدمة أو أشعة مقطعية أو إلى تنويم داخل المستشفى اضافة إلى الحالات الاسعافية والولادة.ولقد انشئ مستشفى شقراء القديم بعد زيارة جلالة الملك سعود رحمه الله لشقراء بزيارته الميمونة التي أمر جلالته بإنشاء المستشفى والذي استمر من ذلك الحين وهو يقدم خدماته للمرضى على أكمل وجه.ويجري العمل حالياً في المستشفى القديم للانتقال إلى المستشفى الجديد الذي انتهى العمل فيه مؤخراً بسعة 150 سريراً ويقع في جنوب شقراء على طريق الرياض القصيم.
ويقع على مساحة كبيرة ينتظر أن يتم تأثيثه وتشغيله قريباً ليتم تقديم خدمات صحية أفضل.
ولقد قام صاحب السمو الملكي في بداية هذا العام بالتبرع للمستشفى بجهاز أشعة مقطعية تم تركيبها في المستشفى وتشغيلها وقام سموه بافتتاحها في حفل اقيم داخل المستشفى حيث ساهم هذا الجهاز (الاشعة المقطعية) في توفير الوقت والجهد وعناء التحويل الى المستشفيات المجاورة مثل الرياض والمجمعة مما سهم في عمليات الكشف السريع وراحة المرضى من السفر لأخذ الاشعة خارج المستشفى.ويقام في هذا المستشفى عمليات مختلفة حيث تم موخراً استخراج مقص داخل بطن مريض قادم من بلدة واجريت له عملية حصاة في الكلية ونسي الفريق الطبي هذه المقص وبعد عودته من بلده إلى شقراء مقر عمله عند كفيله أحس بوجع في بطنه تبين مع الكشف أنه مقص تم اجراء العملية له ثم اخراجه.

مركز التأهيل الشامل
انشئ في مدينة شقراء وذلك في عام 1418هـ حيث بدأ استقبال الحالات المتقدمة إليه في 1/4/1418هـ بعد أن اكتمل بناؤه واصبح جاهزاً للعمل به.
حيث تكفل بانشائه الفريق المتقاعد عبدالله البصيلي جزاه الله خيراً حيث تم تسليمه إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.ولقد كانت محافظة شقراء وما جاورها في أمس الحاجة إلى مثل هذا المركز ليخدم هذه الفئة من المجتمع والتي ابتليت باعاقة جسدية أو عقلية أو بعض الامراض مثل الشلل ونحوه.
ولقد باشر المركز عمله باستقبال الحالات المذكورة والتي تنطبق عليها شروط الاعاقة ليكون نزيلاً بالمركز وصرف اعانات لمن يقيمون مع أسرهم ولديهم نفس الاعاقة.
واستمر خلال السنوات الخمس الماضية حتى بلغ عدد الملتحقين به 283 نزيلاً تقدم لهم الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية. ومن هذه الخدمات:
- الايواء والملبس والمأكل وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.
- شغل اوقات فراغهم بالوسائل الترفيهية والانشطة.
- برامج خارجية من رحلات وزيارات لربطهم بالمجتمع الخارجي.
- ربط المقيم بأسرته من خلال الزيارات العائلية والاجازات التي يحصل عليها المقيم بالمركز.
- الكشف الطبي والمتابعة اليومية.
كما يتم توفير العلاج الطبيعي من خلال قسم مجهز تجهيزاً كاملاً يستفيد منه ا لمقيم بالمركز حسب نوع الاعاقة الجسدية التي يعاني منها.
ويستقبل المركز:- حالات الاعاقة الجسدية مثل الشلل الدماغي والرباعي.
- الحالات المتحسنة من حالات التخلف العقلي والذي تقل نسبة ذكائه عن 50 درجة وغير مصحوبة باضطرابات نفسية. بالاضافة إلى كون الملتحق بالمركز يجب أن يكون عمره أكثر من 13 عاماً وللذكور فقط.

الصناديق الاجتماعية
وقد تميزت شقراء بعادات اجتماعية حسنة مثل انشاء الصناديق الخيرية لبعض العوائل لتكون بمثابة الضمان الاجتماعي أو المساعدات الخيرية والمعمول بها في الوقت الحاضر حيث لا يتوفر في ذلك الوقت جمعيات خيرية أو مساعدات أو بنك للتسليف أو صندوق عقاري أو ضمان اجتماعي مما استوجب عليهم انشاء مثل هذه الصناديق لتكون عوناً للمحتاجين من اسرهم واقربائهم في حالة حدوث حاجة إليهم.
ومن هذه الصناديق:صندوق العيسى تأسس عام 1397هـ ، صندوق البواردي الخيري تأسس عام 1380هـ، صندوق الشويعر تأسس عام 1391هـ، صندوق السدحان تأسس عام 1392هـ، صندوق آل غيهب تأسس عام 1395هـ،

مشروع الصرف الصحي الجديد
رغم أن المياه ضرورية لحياة الناس من خلال الحاجة اليومية إلى استخدامها في مختلف شؤون الحياة من شرب وتنظيف وسقيا وغيرها من الاستخدامات المستمرة، إلا أن الاسراف في استخدامها أو التبذير في استهلاكها بسبب نفاذها وتراكمها في الاراضي في شكل مجار ومياه غير صحيحة مما جعل شوارع المدن تسيل في فائض البيارات مما زاد من ارتفاع مستوى المياه إلى الأعلى واصبحت التربة مشبعة بالمياه غير الصحية.
لذا كان من الضروري ازالة هذه المياه باستخدام وسائل الصرف الصحي عبر قنوات تساق إلى محطة للمعالجة ثم إلى الخارج أو تستخدم في أغراض اخرى كالزراعة أو تترك تبتعد عن المدينة عبر أودية في خارج المدن.ولقد نالت شقراء نصيبها من هذه الشبكة التي يجري العمل حالياً في تنفيذ الشبكة في مرحلتها الأولى بتكاليف وصلت الى أكثر من 25 مليون ريال بطول 008،27 م طولي أي أكثر من سبعة وعشرين كيلومتراً طولياً ولمدة سنة وثلاثين (36) شهراً.
بدأ العمل فيها في مطلع عام 1421هـ تليها المرحلة الثانية بطول 891،19 م طولي أي حوالي عشرين كيلو متراً، بتكاليف أكثر من سبعة ملايين ريال.ويجري حالياً تنفيذ هذه المرحلة مع المرحلة السابقة.
أما المرحلة الثالثة فهي تحت التجهيز وتشمل الاحياء المتبقية من المدينة وسيتم البدء بها خلال الايام القادمة.ولقد تم انجاز حوالي من المشروع الذي سوف يساهم في التخفيف من زيادة مستوى المياه داخل الاحياء وكذلك القضاء على مشكلات تسرب البيارات في الشوارع بين حين وآخر.كما أن هذه الخطوط الرئيسية تستمر جهة الشرق وعلى بعد حوالي 10 كيلو مترات توجد محطة المعالجة للمياه القادمة من الصرف الصحي.
والتي يجري العمل حالياً في تنفيذها وسيتم فور الانتهاء منها عمل التوصيلات الفرعية للمنازل والتي اصبح معظمها شبه جاهز حالياً.
ويجري العمل في الاحياء حسب الاقدمية والتي أكثر سكاناً من غيرها حتى تغطي انشاء الله جميع أحياء مدينة شقراء قريباً.

نادي الوشم بشقراء
لم تغفل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن شباب محافظة شقراء فقد تم انشاء مقر لنادي الوشم في شقراء بتكاليف تقدر بحوالي 145 مليون ريال.حيث تأسس في عام 1387هـ واستطاع بدعم الاهالي في المحافظة وسواعد الشباب ممن قاموا بالمساهمة في الانتساب إليه ودعمه مادياً ومعنوياً.حتى استمر في نجاحاته وادائه المتميز الذي ضم معظم شباب المحافظة واشغل أوقات الفراغ لديهم بما يعود عليهم بالمنفعة.ويشتمل النادي على صالة مغلقة ومسبح وملاعب لكرة القدم ومكتبة ومتحف داخل النادي اضافة إلى جميع المرافق والخدمات المختلفة التي يشتمل عليها النادي.ولقد استطاع خلال السنوات الماضية أن يحقق معظم البطولات على مستوى المملكة.
حصل شباب النادي على بطولة المملكة لمسابقة حفظ القرآن الكريم لعامين متتاليين 1421هـ وعام 1422هـ.كما حقق النادي بطولة المملكة في التنس الارضي لاندية الدرجة الثانية.
بطولة المملكة للشباب في المسابقة الثقافية. ومثل النادي المملكة في بطولة مجلس التعاون الثقافية وحقق فيها المركز الثالث.اضافة إلى العديد من الانجازات الرياضية التي حققها النادي على مستوى الافراد واللاعبين وعلى مستوى الفرق بالنادي.كما أن مساهمة النادي في استضافة زوار مدينة شقراء من وزراء ووجهاء ومسؤولين تعد من الانجازات التي تخدم بها النادي محافظة شقراء.
اضافة إلى اقامة دورات في السباحة لمدة ثلاثة أشهر ودورات للكمبيوتر على فترات مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق